خيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمة أولاد دراج * العلـــــمية
خيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمة أولاد دراج * العلـــــمية
خيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمة أولاد دراج * العلـــــمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

خيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمة أولاد دراج * العلـــــمية

المعرفة للجميع
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 اللسانيـات الحديثة والتفكير اللساني العربي قراءة وصفية في تجارب لسانية معاصرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
غيلوس
Admin



عدد المساهمات : 60
نقاط : 147
تاريخ التسجيل : 17/04/2009

اللسانيـات الحديثة  والتفكير اللساني العربي قراءة وصفية في تجارب لسانية معاصرة Empty
مُساهمةموضوع: اللسانيـات الحديثة والتفكير اللساني العربي قراءة وصفية في تجارب لسانية معاصرة   اللسانيـات الحديثة  والتفكير اللساني العربي قراءة وصفية في تجارب لسانية معاصرة Icon_minitimeالإثنين مايو 09, 2011 11:04 am







توطئة
لعلّه من الصعب تحديد البدايات الأولى لانتقال الفكر اللساني الغربي الحديث إلى ميدان التفكير اللغوي في العالم العربي في ضوء حوار الذات مع الآخر، وما ترتب عن هذه الحوارية الثقافية من تأثر وتلق معرفي ومنهجي لمجمل مقولات النظر الغربي في دراسة الظاهرة اللغوية بصورة عامة، ولكن الذي لاشك فيه أن هذه البدايات الأولى ترجع إلى بداية الاتصال بالحضارة الغربية في العصر الحديث بدأ من عصر النهضة في بلاد الشام ومصر على وجه التحديد، ذلك أن بلدانا عربية أخرى كنت تعيش حقبة استعمارية منعت من التفكير في بناء الثقافة وإعطاء الأولوية للمقاومة في جميع الأصعدة، وربما كان من حسن حظ أخرى أن تكون السيطرة الغربية أقل قساوة وهمجية مما مكن بعض الأطراف من العناية بالفكر والثقافة ، ففي مصر –مثلا- انطلقت العناية بالفكر والثقافة والعلم في فترة مبكرة مثلها ” رفاعة الطهطاوي“ بعد رحلته إلى أوربا ، ففي المجال اللغوي بالذات أثار المسألة اللغوية في مستوى الاهتمام بدراسـة اللغات و اللغة الفرنسيـة على وجه الخصوص لأنها كنت تمثل لغة الفن والآداب والثقافة الرائجة في أوربا ، وربما كان التمترس بهذه اللغة بالذات نوعا من مقاومة الشخصية المصرية للهيمنة الإنجليزية ،كما ظهرت بعض أفكار الدراسة اللغوية الحديثة في مقالات نشرها في المقتطف،كما ظهرت العناية باللغة من حيث هي موضوع تاريخي قابل للدرس والنظر في كتابات ”جورجي زيدان“ الذي نشر كتابين في اللغة، هما: ” الفلسفة اللغوية والألفاظ العربية“ (1886) ،والثاني بعنوان ”اللغة العربية كائن حي“ محاولا فيهما عرض آراء علماء اللسان الغربيين عن طبيعة اللغة ووظيفتها وطرق تحليلها و الاستفادة من ذلك في دراسة اللغة العربية ، وكان يعتمد الترجمة من كتب المستشرقين ، الألمان منهم بخاصة ، ومما اطرٌد عند اللسانيين أن الحضارة العربية لم تفرز في مجال اللسانيات سوى علما تقنيا منطلقه وغايته نظام اللغة العربية في حد ذاتها لا غير،و الواقع أنه ليس من أمة فكرت في قضايا الظاهرة اللغوية بعامة ،وما قد يحركها من نواميس مختلفة إلاٌ وقد انطلقت في بلورة ذلك من النظر في لغتها النوعية، إذا فالقضية مردها إلى قدرة أي أمة على تجاوز ضبط لغتها و تقنينها لإدراك مرتبة التفكير المجرد في شأن الكلام باعتباره ظاهرة بشرية كونية تقتضي الفحص العقلاني بغية الكشف عن نواميسها الموحدة، و الحضارة العربية قد أدركت تلك المرتبة؛ ففكر أعلامها في اللغة العربية فاستنبطوا منظومتها الكلية ،و حددوا فروع دراستها بتصنيفهم لعلوم اللغة ،وتبويب محاور كل منها، وكان من ذلك جميعا تراثهم اللغوي في النحو والصرف و الأصوات والبلاغة والعروض...، ولكنهم تطرقـوا إلى التفكير في الكلام من حيث هو تمثل فردي أو جماعي للسان ، ولئن ورد ذلك جزئـيا في منعطفات علوم اللغة العربية بخاصة عندما فلسفوا منشأ نظامها وقواعدها ،ووضعوا علم أصول النحو، فإنهم دونوا ذلك خصوصا في جداول تراثهم الآخر غير اللغوي أساسا ، وما خلفوه لنا في هذا المضمار يكشف لنا بجلاء أنهم ترقوا فـي بحوثهم اللغويـة من مستوى العبارة وهو مستوى اللغة مجسـدة في أنماط من الكلام قد قبلت قبولا، إلى مستوى اللغة ، وهي في مقامهم اللغة العربية ، واللغة مفهوم يعكس الأنظمة المجردة التي تصاغ على منواله العبارة إلى مستوى الكلام أي الحدث اللساني المطلق كونه ظاهرة بشرية عامة ،على أننا في هذا السياق التوصيفي نطمح إلى الإحاطة ببعض النماذج التي أطرت علاقة المناهج اللسانية الغربية بالبحث اللساني العربي ،مما يمكننا من التطرق إلى مساهمات الفاسي الفهري في عنايته بالنظرية التوليدية وإمكانات الإفادة منها في إعادة توصيف نظام اللغة العربية وتمام حسان ، من خلال رؤيته التجديدية المتميزة في نظرية تضافر القرائن ، والتي تمثل في نظري أهم مشروع لساني عربي وفق نظريا وتطبيقيا في إثارة كثير من المسائل النحوية العربية بروح علمية لا تخلو دعائم برهانية قوية تجعل خطابه متماسكا في المستوى الإقناعي ، أما رمضان عبد التواب فقد كانت آراؤه النحوية في مجال الربط بين المناهج الشكلية الحديثة ونظرية النحو العربي صورة لذلك التلقي المنهجي للنظرية الغربية وإن آخذنا عا\ليه بعض الأحكام التي لا تخلو من شطط واتهام للفكر النحوي العربي بالقصور ،إلا أن الصورة التجديدية المتكاملة في التنظير والمنهج والغاية يمكن تلمسها في النظرية الخليلية الحديثة التي أسس لها رائد اللسانيات الجزائرية إن صحت هذه النسبة الجغرافية عبد الرحمن الحاج صالح وتقوم نظريته على المحاور التالية :
كما يمكن التنويه بجهود المدرسة الوظيفية المتأثرة بمنهج سيمون ديك والوظيفية الجديدة في أوربا والتي أسس لها في المغرب الأقصى أحمد المتوكل في ضوء جملة من المؤلفات الرائدة مثل : اللسانيات الوظيفية ، وما يلاحظ على هذا المشروع بالرغم من أهميته غموض مقولاته النظرية ،وتجزيئية التمثيل مما يجعله قاصرا عن مواجهة الحجج المنهجية والمعرفية التي تأسس عليها النحو العربي ، وربما عاد هذا القصور إلى إغفال خصوصيات اللغات والنظريات المستنبطة إزاءها في محيلة ولاشك ‘لى سياقات معرفية خاصة فلايمكن بالتالي تعميم أحكامها على جميع النظم اللسانية الأخرى ، كما تستوقفنا تجربة سعد مصلوح في الدراسات الأسلوبية وتحليل الخطاب باعتبار هذا المستوى البحثي امتدادا طبيعيا للدرس اللغوي في مستوى الوحدة النصية ، على أن مشروعه اللساني النصي يمكن تمثيله في نظرنا بتلك الدراسة المهمة في أجرومية الشعر الجاهلي ,والتي انطلق فيها من نظريات اللسانيات الوصفية في دراسة الخطاب عند هاريس وروبرت دي بوجراند ، وقد اتخذت هذه الرؤية في مزجها بين النقد واللسانيات منطلقا لكثير من الدراسات التحليلية اللغوية للإبداع الشعري . هذا ولم تلق اللسانيات العربية الرواج الذي تشهده اللسانيات الغربية ، فعلى الرغم من تلك الجهود الفردية القيمة المقدمة من طرف المتخصصين إلا أن هذا العلم مازال مهمشا في المؤسسات التي أوكلت لها مهمة التنمية اللسانية ،والتخطيط اللغوي قصد تلبية حاجات المتعلمين العرب وغيرهم .
تغير النظرة التقليدية للغة :
لم يكن هم علماء العرب القدامى دراسة اللغة في ذاتها و من أجل ذاتها ، و إنما كان همهم دراسة اللغة العربية وحدها بما لها من صلة بالقرآن الكريم فهما و أداء. و معنى هذا أن نظرة العرب إلى اللغة تختلف عن النظرة اللغوية الحديثة في أصولها و أهدافها و للسانيات الحديثة أثر عميق في تغيير نظرتنا إلى اللغة ووظيفتها وأثرها في الفرد. و يمكننا أن نذكر أهم النتائج التي أسفر عنها هذا العلم ، و التي كان لها نصيب في تغيير نظرتنا التقليدية للغة و هي :
1- ليس هناك لغة أفضل من لغة.
2- للغة مجرى تجري فيه حتما.
3- ليس هناك لغة رديئة و أخرى جيدة.
4- لا اعتبار للكتابة و قواعدها في اللسانيات و إنما الإعتبار للفظ .
5- اللغة أكثر من فونيمات.
6- توافق اللغة و الفكر و تفاعلهما .
7- إن الوحدة الكلامية هي التعبير التام .
8- ليس للغة كيان بدون الإنسان.
لقد أثبتت اللسانيات الحديثة عددا من الحقائق صار الكثير منها اليوم من المسلمات التي لا تجادل فدخلت بذلك في حيز البديهيات، و اكتسبت أهميتها لا من أجل صحتها فحسب بل لكثرة ما تفرع عنها من مبادئ جزئية أفاد منها الباحثون في شتى الميادين مما له علاقة بظواهر اللسان و التبليغ سواء كان في المستوى النظري أم التطبيقي، و أكثرها قد تفطن إليها النحاة و اللغويون العرب الأولون ، و سنذكر أهمها :
1 - اللسان هو قبل كل شيء أداة للتبليغ و التخاطب ، فتلك هي وظيفته الأصلية و غيرها من الوظائف فرع عليها.
2- اللسان ظاهرة اجتماعيـة لا فردية و معنى ذلك أن اللسان غير مرتبط بالفرد كفرد بل هو مجموع من الأدلة يتواضع عليها المستعملون.
3- لكل لسان خصائص من حيث الصورة و المادة ، لذلك يختلف النظام الصوتي و الإفرادي و التركيبي من لغة إلى أخرى كما يختلف مضمونها المادي .
4- اللسان في حد ذاته نظام من الأدلة المتواضع عليها و له بذلك بنى و مجار ظاهرة و خفية .
5- للسان منطقـه الخاص به وهو مجموع الأصول و الجذور التي يخضع لها الإستعمال اللغوي السليم. و هي قوانين تجريدية لا عقلية .
6- اللسان وضع و استعمال ثم لفظ و معنى في كل من الوضع و الإستعمال ، و نعني بذلك أن اللغة مجموعة منسجمة من الدوال و المدلولات ذات بنية عامة ثم بنى جزئية تندرج فيها.
7- للبنى اللغويـة مستوى من التحليل غير مستوى الوضع و الإستعمال و الحق أن الوضع اللغوي وضعان اثنان و هما : إصطلاحي و بنيوي فأما الأول فهو جعل اللفظ دليلا على المعنى قصد التواطؤ عليه بين قـوم، أمـا الثاني فهو جعـل الشيء على هيئة مخصوصة سواء كان دليلا على شيء آخر أو لا ويرادفه البناء و التركيب .
أهم التجارب اللسانية العربية:
يمكننا الانتقال الآن إلى محطة حاسمة في توجيه اللسانيات العربية وجهة البحث اللساني الحديث من خلال مدارسه الكبرى واتجاهاته المتشعبة ،والمميز في هذه المرحلة أن المهتمين بقضايا اللسانيات والنحو واللغة العربية ينتمون إلى توجه مدرسي واحد تقودهمدرسة فيرث الإنجليزية، ويمكن الحديث خلال ذلك عن علماء كثيرين درسوا بانجلترا من مصر خصوصا كعبد الرحمن أيوب وتمام حسان وكمال بشرو محمود السعران ...إلخ غير أن جهود هؤلاء لم تكن لتصب في قالب واحد بل اتجه كل باحث إلى موضوع بعينه يدرسه ويتعمقه ،وسنغرض بشكل موجز إلى تجربة كل واحد منهم، وقيمة ما تضمنته أبحاثه في المجال المختار.
1-إبراهيم أنيس وجيل الرواد
لعب هذا الباحث دورا بارزا منذ البدء في دراسة العربية بمنظار المفاهيم اللسانية الأوروبية الوصفية منها والتاريخة والتركيز على دراسة البنية الصرفية والتركيبية والدلالية للغة العربية من خلال:
أ-تقويم آراء القدماء في قطاعات اللغة من وجهة نظر اللسانيات في بلاد الغرب ويمكن استكشاف ذلك من خلال الاطلاع على كتابيه الأصوات اللغوية ودلالة الألفاظ وفي اللهجات العربية، وما يمكن الوقوف عليه من أفكار في جهود هذا الباحث يتلخص في:
2-اعتباره الدراسة التي قام بها في المستوى الصوتي للغة العربية منتمية إلىعلم الفنولوجيا رغم اهماله الواضح لنظرية الفونيم التي تتأسس عليها النظرية الفنولوجية الحديثة .
3-غموض المصطلحات التي استعملها في دراسته لاعتماده على مصطلحات تراثية لا تتوافق مع المصطلح الأجنبي كاستعماله على سبيل المثال مصطلحات الساكنconsones /المتحركvoweles .
4-دراسة اللهجات العربية دراسة مستفيضة من حيث مستوياتها اللغوية وانتشارها وتوزيعها وعلاقتها باللهجات الحديثة ومقارنتها بعلم القراءات القرآنية بهدف التعرف على التطورات المهمةو العامة لتطور اللهجات عبر التاريخ بعد ظهور الاسلام.
5-بالنسبة إلىكتابه دلالة الألفاظ نجده يركز على عرض النظريات الدلالية الحديثة سواء المتقاربة أم المتعارضةويقرن بينها وبين آراء العرب من فلاسفة ومتكلملين وأصوليين ولغويين ولعلى لاأكون مبالغا إذا قلت بأنه اعتمد بشكل كلي على كتاب بلومفيلد المشهور بـاللغة .
وأهم نقطة في الكتاب تقسيمه الدلالة إلى:
صوتية صرفية معجمية الاجتماعية

وقبل مواصلة المسيرة مع علماء أخرين لابد أن تنوه بكتابين آخرين ترجما إلىالعربية تلقاهما الباحثون بإهتمام كبيرفي مجال اللغة وحازا في نفوسهم مكانة مرموقة هما:1-منهج البحث في الأدب واللغة للانسون وماييه (1946) وترجمه محمد مندور ضمن النقد المنهجي عند العرب.والمفيد بالنسبة إلىعرضنا هذا أن نشير إلى أهمية المقالة الثانية من الكتاب والتي تعرف بعلم اللسان وأسس المنهج البنوي وكيفية دراسة اللسان دراسة وصفية بنيوية من خلال دراسة كل مستوى في علاقته بالآخر يمكني أن أقول بنوع من التحرز أن ترجمة هذه الرسالة في هذا التاريخ هوتهيئة ذهنية لمرحلة أخرى أكثر جدية تمثل آراء ومحاضرات سوسير، أما الكتاب الثاني فقد ترجته الأستاذ محمد القصاص وعبد الحميد الدواخيلي وهو لفندريس بعنوان اللغة 1950.وإضافة إلى تركيز الكتاب على التحليل البنيوي للغة يهتم المؤلف بموضوعات أخرى من قبيل اللسانيات الموسعة واللسانيات التاريخية .
2-السعران لسانيا
توطئة
محمود حسن عطية السعران، واحد من العلماء الذين أوقفوا حياتهم على دراسة اللغة، ونشر المعرفة الموضوعية، ولد في 07 ماي 1922،و تحصل على درجة ليسانس الممتازة من جامعة الإسكندرية سنة 1943، وفي سنة 1947 تحصل على درجة الماجستير في الأدب، من قسم اللغة العربية كلية الآداب بجامعة الإسكندرية، وفي سنة 1951 تحصل على الدكتوراه في اللسانيات، من جامعة لندن.
تدرج في وظائف أعضاء هيئة التدريس لكلية الآداب بجامعة الإسكندرية، حتى توفي في 21 ديسمبر 1963 بالإسكندرية،تاركا من الأعمال العلمية المنشورة وغير المنشورة:
- علم اللغة، مقدمة القارئ العربي، دار المعارف، الإسكندرية.
- اللغة والمجتمع، رأي ومنهج، دار المعارف، الإسكندرية.
- بحث اصطلاح الكتابة العربية.
- بحث في علم الأصوات
كما ساهم في إثراء المكتبة العربية بترجمة العديد من المؤلفات العربية،مثل:
- 1-الاتجاهات في علم اللغة للمؤلف سومر فيل.
- 2-كتاب الشعر الإنجليزي الحديث من حيث الشكل، تأليف هاربرت رايد.
- 3-مقدمة ديوان طرفة بن العبد للمستشرق ماكس سليفون.
- 4-مقدمة ديوان عبيد بن الأبرص للمستشرق شارلز لاسل.
- 5-مقال عن دراسة الشعر، من تأليف ماتيوز أرنولد.
- 6-الفصلان الأول والثاني من كتاب الوهم والواقع دراسة في أصول الشعر، لكريستوف كورول.
- 7-بحث لغة الحيوان واللغة الإنسانية، تأليف بنفنيست.
ويؤسس لهذه التجربة بكتاب علم اللغة مقدمة للقارئ العربي (1962) الذي نكتشف موضوعه العام من خلال مقالته :" وأنالم ألتزم في جملة ما عرضت مذهبا بعينه في كل أصوله وفروعه من هذا الدرس اللغوي المتعددة ،بل ركنت إلى التعريف بالأصول العامة التي ارتضيتها والتي قل أن يختلف فيها أهل هذا العلم مع بيان مصادرها ومذاهب أصحابها في معظم الأحوال مع الإشارة في الوقت نفسه إلى الآراء المخالفة الصادرة عن مذاهب أخرى حتى يكون القارئ على بينة من المذاهب اللغوية المختلفة ،وعلى دراية بالفلسفات التي قامت عليها ..." ، وللإشارة يمكن القول أنه كان من أوائل من استعمل مصطلح بنيوية في الفكر اللساني العربي الحديث غير أنه في الدراسة المعتمدة على وجه الخصوص مزج بين اتجاهين متعارضين فتراه يحاول التوفيق بين التحليل الشكلي الذي أرسى دعائمه بلومفيلد في الاتجاه التوزيعي ،وهو اتحاه يهمل إلى حد كبير الجانب المعنوي في الوصف النحوي فالوظيفة النحوية للمورفيم محددة في الجملة من خلال توزيعه في أمثالها الأخرى هذا ويمثل كتابه علم اللغة مقدمة للقارئ العربي، المطبوع في أوائل العقد السابع من هذا القرن، الصورة العلمية لعلم اللغة أو الجانب النظري فيما يسمى بالبنيوية الوصفية في دراسة اللغة من حيث الأصول العامة ومستويات التحليل، معروضة للقارئ العربي، وقد استطاع هذا الكتاب أن يهز ويزعزع الكثير من الأفكار التي قام عليها التفكير اللغوي التقليدي ، فزلزل فكرة اكتمال علوم اللغة العربية، بما في ذلك طرحه من مبادئ وأصول، فكانت التفرقة من حيث هي لغة معينة أمر لم يلتفت إليه أحد من القدماء، وكثير من المحدثين قبل ظهور هذا الكتاب الذي مهد له صاحبه بمقدمة طويلة عنونها بـ:" نحن وعلم اللغة " والتي استهلها بالحديث عن جهود الغرب في دراسة اللغة، والتي كانت تساير نهضتهم العلمية والفكرية في ذلك الزمان، والتي نتج عنها أن أصبحت دراسة اللغة علما من العلوم له ما لأي علم مستقل موضوعه،و مناهجه ووسائله، ونظرا لعدم ذيوع هذا العلم في البلاد العربية، قد حث ببعض العلماء إلى محاولة تبسيطه وتقريبه من أذهان جمهور المثقفين، وظهرت مؤلفات من هذا القبيل أكثرها بالإنجليزية والفرنسية، لينتقل بعد ذلك للحديث عن علم اللغة في المشرق العربي، حيث يرى أن هذه الدراسة في البلاد العربية لا تزال غريبة عن جمهور المتخصصين في المسائل اللغوية المنقطعين لها، فهم قد يفهمون من دراسة اللغة دراسة النحو والصرف والاشتقاق، ومعرفة الشوارد، وتمييز الفصيح من غير الفصيح، ومعرفة معاني الكلمات، وتمييز الدخيل من الأصيل، أو الاشتغال بتأليف المعجمات، لكن بالرغم من هذا لابد من الاقرار بوجود محاولات قليلة في مطلع نهضتنا، لا تزال ترمي إلى وصل دارسي العربية بالدراسة اللغوية الحديثة، بخاصة من طرف مجمع اللغة العربية الذي جعل من أغراضه المحافظة على سلامة اللغة ، وجعلها وقفية لمطالب العلوم والفنون،وملائمة لحاجات الحياة في هذا العصر، في حين يرى أن العناية باللسانيات في الجامعات العربية هي عناية ضئيلة ، لينتقل بعد ذلك إلى الحديث عن الصعوبات التي تواجه تقدم هذا العلم، بخاصة عند العرب إذ تكمن في الغربة عن هذا العلم كله، وترجع هذه الغربة إلى الصعوبات التي تقف أمام توصيل هذه الدراسة للغة العربية منها؛ فمن ذلك صعوبة نقل أو وضع مصطلح هذا العلم باللغة العربية،والأوهام الراسخة في العقول نتيجة دراسة جوانب محدودة من النشاط اللغوي العربي القديم، وعدم التمييز بين الدراسة الوصفية والدراسة التاريخية للغة ،وقد قسم الكتاب إلى خمسة أبواب درس في بابه الأول علم اللغة موضوعه وماهيته، وقد تم تأكيد كونه علما يتخذ اللغة موضوعا له، يدرسها دراسة علمية موضوعية، بقول دي سوسير:" إن موضوع علم اللغة الوحيد والصحيح هو اللغة معتبرة في ذاتها ومن أجل ذاتها "، دون التطرق في هذه الدراسة إلى أهداف أخرى، ومن ثمة فإن اللسانيات مقصورة عنده على وصف اللغة، وتحليلها بطريقة علمية موضوعية، حيث بدأ في التحليل من البنية، ولأن اللغة ذات صلة بظواهر أخرى لغوية وغير لغوية، فإنه لابد من إقامة علاقةبين اللغة وهذه الظواهر؛ مثل علاقة اللغة بالكلام وظيفة، ويعتمد في تحديد هذه الوظيفة مفهوم اللغة، من حيث هي نظام من الرموز والإشارات الاصطلاحية، تشترك مع طائفة أخرى من النظم السمعية والبصرية في الطبيعة الرمزية ، مما يفتح المجال على مصراعيه لدراستها في ضوء معرف أخرى كعلم الاجتماع، وعلم وظائف الأعضاء، والتاريخ والجغرافيا وعلم النفس، لكن هذه العلوم لا تنفي صفة العلمية أو الموضوعية عن الدراسة اللغوية .
أ-المنهج البنيوي ودراسة اللغة
تستبعد اللسانيات من حيث هي دراسة علمية الموضوعات القريبة مما يسمى بالفلسفة اللغوية التي تقوم على أسس منطقية وعقلية،يقول السعران :" إن إقامة الفلسفة اللغوية على أساس منطقي أو عقلي، بات مرفوضا…"، لكنه لم يستبعد النظرة الفلسفية، التي يقصد بها مجموعة من المبادئ و الأصول التي تقوم عليها المعرفة اللسانيةحيث يشترط فيها أن تقوم على أساس فهم ماهية اللغة، وكيفية استعمالها ومواضع ذلك، إلى آخر ما يكشف حقيقتها، أي أن هذه الفلسفة ينبغي أن تستقي عناصرها من طبيعة الأدوار التي تقوم بها في الحياة الإنسانية ، وتتصل هذه الفلسفة بعمليات التجريد والتعميم التي تضطر اللسانيات للقيام بها على مستويات التحليل المختلفة، حتى يسلم تحليلها ووصفها وتصح نتائجها، ومن ثم فإن من فلسفة هذا العلم التمييز بدقة بين الدراسة التاريخية للغة، والدراسة الآنية الوصفية لها.
لقد بات من الواضح لدى الدارسين أن التحليل البنيوي يبدأ من المستوى الصوتي Phonitics ثم يتعداها مرحليا إلى سائر المستويات اللسانية الأخرى ، ويقوم منهج التحليل الصوتي علىدراسة العملية النطقية التلفظية في الحدث الكلامي، مما يقتضي تفتيت الحدث الكلامي، وتحليله إلى العناصر المكونة له، وهي عملية تظهر صعوباتها في دراسة أصوات لغة لا نعرفها .
إن الصوت اللغوي يصدر عن جهاز النطق الإنساني، وهو ذو طبيعة خاصة تجعله يختلف عن أي صوت آخر؛ لذلك فإن دراسة الصوت اللغوي تمر بمراحل أساسة هي:
1- حركات المتكلم التي تحدث الصوت، أو إحداث المتكلم للصوت ، وهذا النوع يسمى الدراسة الصوتية الفيسيولوجية Physiclogical Phonitics
2- انتقال الصوت في الهواء، أو الموجات الصوتية، وتعرف هذه الدراسة بالدراسة الصوتية الفيزيائية Physical Phonitics
استقبال أذن السامع للصوت، أو الدور الذي تقوم به طبلة أذن السامع لاستقبال الصوت،هذا ولقد وجهت عناية الأصواتيين إلى دراسة المسألة الأولى، وهي إحداث المتكلم للأصوات، كما بذلوا جهودا في دراسة المسألة الثانية، أما المسألة الثالثة وهي تلقي أذن السامع للأصوات، فلا تزال تنتظر الإفاضة في البحث، ولا يقتصر الأمر عند وصف الأصوات منعزلة بل لابد من دراسة علاقاتها في الكلام في ضوء ما يقدمه لنا علم الفنولوجيا الذي يدخل في صلب الدراسة البنيوية لأصوات لغة ما ، حيث تتنوع الأصوات وتختلف عقب دخولها في علاقات بنيوية داخل هذه اللغة، ومن ثمة يجد العالم نفسه أمام تنوعات عدة لوحدة صوتية معينة، مع ذلك فإن التنوعات لا تؤدي إلى اختلاف المعنى، بل يمكن ردها إلى أصوات محددة، عن طريق تحليل السلسلة الكلامية إلى وحدات متمايزة، لما لها من صلة بالمعنى، وكان هذا ما اصطلح على تسميته بنظرية الفونيم " وما يتصل بها من مفاهيم وتحليل، حيث يقوم التحليل فيها على تحديد القيم الخلافية والتقابلية في أصوات لغة من اللغات، ودراسة النظام الفونولوجي للغة، ومن ثمة فإن علم الأصوات الوظيفي هو المنوط به تحليل ودراسة هذه العلاقات البنيوية على المستوى الصوتي، والفصل بين علم الأصوات Phonitics والفونولوجيا Phonilogy لا يؤدي بالضرورة إلى عد كل واحد منهما منفصلا عن الآخر.
- واستكمالا للتحليل البنوي لابد من دراسة العلاقات الصرفية والتركيبة في الجانب النحوي للظاهرة اللسانية من خلال علمين منفصلين متصلين في آن واحد، هما المورفولوجيا Mophology والنظم Sintax، هذا ويشيرالمصطلح الأول إلى الكلمة اليونانية مورف بمعنى شكل أو صورة، بالإنجليزية Form أما إصطلاحا فإن المورفولوجيا علم دراسة المورفيمات الموزعة علىثلاثة أقسام هي :
- أ-الأغلب أن يكون المورفيم عنصرا صوتيا، وهذا العنصر الصوتي قد يكون صوتا واحدا أو مقطعا أو عدة مقاطع.
- ب-أن يكون المورفيم من طبيعة العناصر الصوتية المعبرة عن المعنى أو التصور.
ج-والقسم الثالث من المورفيم هو الموضوع الذي يحتله في الجملة كل عنصر من العناصر الدالة على المعنى،وبعد أن يصل اللغوي إلى تحديد الأقسام الشكلية الخاصة بالمورفيات ينتقل إلى النظر في نظم الكلمات، والنظم يعنى أول كل شيء بترتيب الكلمات في جمل، أي أنه يدرس الطرق التي تتألف بها الجمل في دراسة النظم في جوهرها، وهدفها تحديد القواعد المألوفة في ترتيب الأقسام الشكلية، وللنظم علاقة وثيقة بالمورفولوجيا، ذلك لأن الترتيبات المورفولوجية في لغة من اللغات، عادة ما تحكمها إلى درجة كبيرة الترتيبات النظمية، ولأن الوحدات التي تبنى منها الجملة تتكون من كلمات على أنها أعضاء من أقسام شكلية (كالاسم والفعل…) وهكذا فالأغلب أن يدرس المورفولوجيا والنظم الخاصان بلغة من اللغات معا، كما يدرس الإثنين في بعض الحالات، على أنها طبقة واحدة من طبقات الظواهر اللغوية.
ب-الفصائل النحوية
إن تحديد الفصائل النحوية التي تستعملها لغة ما، خطوة مهمة من الدراسة اللغوية الوصفية، ولقد تم إدراك أهمية دراسة الفصائل مبكرا في البحث اللساني الغربي ، وصلتها بالتفسير النفسي للأحداث اللغوية.
ج-المسألة الدلالية
تأخر اهتمام المحدثين من اللسانيين ، بمشكلة المعنى اهتماما علميا، حيث لم تظهر دراسة المعنى إلا بعد أن تم تصنيف تفصيلات التغير الصوتي والتقابلات الصوتية بزمان طويل، حيث أن أول دراسة علمية حديثة خاصة بالمعنى، هي تلك التي قام بها " ميشل بريال " في كتابه “ Essai de sémantique ” سنة 1897، حيث قصرها على الاشتقاق التاريخي ، وقد كان للدراسة التي قدمها أثرها في لفت أنظار اللغويين إلى المشكلة، أو إلى تغير المعنى بشكل خاص، فازدادت رغبة اللغويين في محاولة إدراك الظروف الخارجية التي تعين على تغيير المعنى ، كما ساهم غير اللغويين أيضا بكتابتهم في هذا الموضوع، منها:
- 1-كتاب " معنى المعنى " الذي ألفه كل من أوجدن ريثشاردز، والذي ظهر سنة 1923 وقد وضح هذا الكتاب ما تتصف به مشكلة طبيعة المعنى من تعقيد.
- 2-" منطق الفيزياء الحديثة " للمؤلف ب.د.بردجمان حيث بين فيه للقارئ المبتدئ التغيرات الدلالية التي تطرأ على بعض الكلمات، عندما يستعملها العالم المتخصص في موضوع تخصصه.
- 3-" فولكلور الرأسمالية " للمؤلف ترمان حلل فيه القوة السحرية التي تمتاز بها بعض العبارات الآسرة في اللغة الإنجليزية الأمريكية تحليلا يدعو للضحك و.السخرية.
- 4-" العلم وسلامة العقل " للمؤلف ألفرد كورتيسبسكي.
- هذا وتجلت الدراسات الدلالية للمعنى بشكل مدرسي في ضوء المدرسة الاجتماعية الفرنسية السويسرية التي ظهرت من خلال تبني نظرية الدليل اللساني،وفي إطار مقولات المدرسة السلوكية بريادة بلومفيلد وألبارت بول فايس في كتابه " الأساس النظري للسلوك الإنساني "، كما تولت المدرسة الاجتماعية الإنجليزيةبزعامة " ج.رفيرث "،دراسة المعنى ومكونات السياق بتوجيه من آراء الأنثروبولوجي مالينوفيسكي " .
1- المادة اللغوية المدونة.
2- المنهج المقارن.
3- التصنيف العائلي كاللغات الهندية الأوروبية وغير الهندية الأوروبية.
4- منهج لإعادة البناء الداخلي للغة.
5- تاريخ اللغات والإحصاء المعجمي.
في حين يضطلع القسم السادس بوظيفة التعريف باللسانيات الجغرافية، وتوصيف:
1- اللغات والمتكلمين.
2- اللغات المساعدة والبديلة.
3- أنظمة الكتابة والتعرف اللغوي.
4-عوامل مساعدة كالثقافة و الدين و التأثير التأريخي.
5- اللهجات والتنوعات المحلية و اللغات الطبقية.
6- تعدد السكان وإحصاءات القراءة والكتابة.
7- التقارير التعليمية.
8- دراسات للمناطق ولغاتها.
أما القسم المتعلق بتاريخ الدراسات اللسانية فقد مثله الفصل الثامن من خلال عرض موجز.
1- العصور القديمة والوسطى.
2- من النهضة العلمية حتى عام 1800م.
3- القرن التاسع عشر.
4- القرن العشرون.
5- نظرة إلى الأمام.
3-تجربة كمال بشر:
نعرض لبعض آراء كمال بشر اللسانية من خلال كتابه دراسات في علم اللغة الصادر سنة 1969 والذي خصصه للبحث في التفكير اللغوي عند العرب في ضوء علم اللغة الحديث ، والحقيقة أن البحث الذي أسسه كمال بشرظل متواترا عند نخبة من الباحثين اهتمت رأسا بتأصيل النظريات اللسانية ،والكشف عن جذورها في الفكر اللساني العربي ،ويركز خلال دراسته على ابن جني والسكاكي اللذان يعتبرهما خير ممثل لعلماء العربية نظرية وتطبيقا ومنهجا لادراكهم طبيعة العلاقات النسقية بين مستويات اللغة الصوتية والصرفية والتركيبة والدلالية، وإن أعاب عليهم بعض الشيء عدم توفيقهم في التطبيق وبالنسبة إلىامكانية التوفيق بين منهج العرب واللسانيات الحديثة يصرح بصعوبة ذلك لعدم تكافؤ الطرفين ثقافيا وعلميا، ويرى في التلفيق بين المنحيين خليط من التفكير ومزيج من طرائق البحث أوقعتهم في أخطاء منهجية لا يقرها البحث الحديث ، ومن جهة ثانية يبين كمال بشر الهدف العملي للدراسة اللسانية العربية المرتبطة بالنص القرآني في المرحلة الأولى وبتعليم القواعد النحوية في المرحلة الثانية ،وعليه يتبدد الوهم القائل بامكانية تطبيق المناهج الحديثة في اللسانيات تطبيقا صارما على النحو العربي لاختلاف الأصول والأدوات بل اختلاف السياق الحضاري كله ،والأنفع بالنسبة إلىالباحثين الكشف عن جوانب النظرية اللسانية العربية لا الادعاء بعدم ارتكاز البحث اللساني على منهج ثابت وواضح.
4- عبد الرحمن أيوب ونقد النحو
يمثل لهذه التجربة بكتابه دراسات نقدية في النحو العربي الذي طبع سنة 1957 وهو يعبرعن وجهة نظر مؤلفه في نقد الثراث النحوي، والذي يلخصه في كلمة نحو تقليدي قياسا على النحو الحديث الذي تقدمه اللسانيات الوصفية كبديل علمي وموضوعي للسابق ، ويرى الكاتب أن النحو العربي مبني على افتراضات عقلية نظرية يحاول النحويون تعميمها علىالمادة اللغوية من غير نظر إلى الاستنثناءات على القاعدة ،وهو عكس ما تكرسه النظرية الوصفية التي تستنبط القاعدة من الأمثلة اللغوية، وتأبى أن تفلسف الظاهرة اللسانية كما فعل التقليديون حين تبنوا الفكر الأرسطي، أما البديل الذي يقترحه الباحث فهو تبني منهج التحليل الشكلي الذي تتضمن معالمه وطرقه الإجرائية الوصفية في كتاب زليج هاريس مناهج اللسانيات البنيوية" الذي يوضح فيه كيفية تصنيف الوحدات اللسانية في الجملة على أساس وظيفتها الشكلية ،ويعني هذا الكلام أن شكل اللفظة هو الذي يساعد الدارس على تحديد قسمها الذي تندرج فيهبالإضافة إلى توزيعها داخل الجملة بين الأجزاء المؤلفة الأخرى دون العودة أصلا إلى المعنى ،ويرى الدكتور أيوب أن العرب قد تأثروا بالمنطق الأرسطو في أبواب نحوية كثيرة بل يكادون يكونون تابعين للنحو الإغريقي تماما، ويضرب على ذلك أمثلة منها مشابهةالتقسيم الثنائي للجملة إلى مكوناسمي و نحوي والجملة عند أرسطو تتكون من مسند إليه ومسند والحقيقة التي ربما لم يلتفت لها عبد الرحمن أيوب في نعيه علىالنحاة العرب بناؤهم القواعد النحوية على أسس منطقية أما المقاربة التوليدية الحديثة فقد بنيت علىأصول منطقية وعقلية نفسية.
5-آراء تمام حسان اللسانية في ضوء نظرية تظافر القرائن
يمكن التمثيل لآراء تمام حسان بكتابه المهم اللغة بين المعيارية والوصفية الذي طبع لأول مرة سنة 1958، وقد تبنى فيه صاحبه وجهة النظر الوصفية لنقد التراث النحوي العربي الذي وسمه بالمعيارية بانقضاء عصر الاستشهاد؛ إذ اكتفى النحويون بدراسة المادة اللغوية القديمة (الفصيحة) دون أدنى محاولة لتجديدها بالاعتماد على اللغة المتطورة ،لقد اعتمد تمام حسان في نظريته الوصفية على منهج العلماء الانجليز وفي مقدمتهم فيرث الذي كرس الطابع الاجتماعي للغة، ويربط البنية الشكلية بالدلالة، والسبب الموضوعي لهذا التبني ما يوجد من توافق منهجي بين اللغويين العرب والجرجاني خاصة في نظرية النظم وما تدعو له النظرية السياقية الفيرثية من ضرورة الاهتمام بالسياق اللغوي وسياق الحال لدراسة معنى الكلام المنطوق، وقد حدد تمام حسان مفهوم القاعدة الوصفية بأنها تمثل جهة اشتراك بين حالات الاستعمال الفعلية ولستي معياراجامدا ،وتمثل المعيارية –عنده- الاحتكام للقياس والتعليل عوض الاستئناس بالجانب الاستعمالي الاجتماعي للغة ،والحقيقة أن التعليل اللغوي إنما صدر عن علماء العربية رغبة منهم في تفسير ما قرر عن طريق الوصف ولا مانع في ذلك ، أما في كتابه مناهج البحث في اللغة الذي صدر سنة 1955 -والحقيقة أنه أسبق في التأليف من الأول- قد عرض فيه صاحبه إلى دراسة البنية اللسانية وفق منهج التحليل البنيوي الغربي المطبق –هنا –من طرفه على اللغة العربية الفصحى من خلال عمده إلى التمثيل لكل مستوى من اللغة العربية وتسليط المصطلحات والأدوات الخاصة بالمنهج البنوي في عملية الوصف كالقيم الخلافية والفونيم والوظيفة والتوزيع والعلاقة ،وفي مستوى الدرس النحوي يبنى التحليل االعلمي على تصنيف العناصر المكونة لها شكليا ووظيفيا وهو تصنيف براغماتي مبن على الاستقراء بالحس ،ويهتدي بفضل هذه الرؤية الشكلية الوظيفية إلى تقسيم الكلمة في العربية إلى اسم وفعل،و أداةو ضمير وخالفة،إن المتتبع لما كتبه تمام حسان في هذين الكتابين يكتشف مزجا قام به بين مفاهيم متعددة لنظريات ومدارس متنوعة وربما مختلفة منهجيا ونظريا ، أماكتاب اللغة العربية معناها ومبناها (1973) فقد خصصه لوصف اللغة العربية بالإعتماد على مقولات المنهج البنيوي الحديث ،وقد حاول الباحث فيه إعادة قراءة التراث النحوي في ضوء النظرية السياقية الفيرثية ، والحقيقة أن تمام حسان لم يوضح لنا بشكل مقنع المنوال الفصيح ممثلا فيما قدمه النحاة من وصف في كتب النحو ،ولا شك أن الدارس المتمعن يدرك أن هناك خللا منهجيا وقع في الباحث بخاصة إذا تعمق البحث في خصائص المنهج البنوي وأصوله السوسيرية.
إن مجال هذا الكتاب- كما يقول تمام حسان -هو الفروع المختلفة لدراسة اللغة العربية الفصحى ،ويمثل المعنى فيه أهمية بالغة علما أن من المدارس اللسانية الحديثة من لاتدخل في صلب اهتماماتها الدراسة الدلالية، وتقتصر على وصف الشكل الخالص أو المبنى ويبدو أنه كان متأثرا إلى حد كبير بنظرية فيرث السياقية التي تميز بين المعنى المعجمي والمقامي ، وهذه نظرة تقارب آراء القدماء العرب من مناطقة وأصوليين في دراسة الدلالة اللغوية المفردة أو في سياق ؛يقول تمام حسان : " وحين قال البلاغيون لكل مقام مقال ،ولكل كلمة مع صاحبتها مقام وقعوا على عبارتين من جوامع الكلم يصدقان على دراسة المعنى في كل اللغات لافي العربية الفصحى فقط، وتصلحان للتطبيق في إطار كل الثقافات على السواء ،ولكن كتبهم لم تجد ظروفا مواتية لتذيع وتشتهر كما حدث لرأى مالينوفسكي وهو يصوغ مصطلحه الشهير سياق الحال يعلم أنه مسبوق إلى مفهوم هذا المصطلح بألف سنة أو ما فوقها ،إن اليذين عرفوا هذا المفهوم قبله سجلوه في كتب لهم تحت مصطلح المقام . إن قراءة متمعنة في كتاب اللغة العربية معناها ومبناها يمكن أن يستنتج أن الباحث قد أعاد ترتيب الأفكار اللسانية الكلاسيكية التي تشتت في كتابات القدماء في ضوء المنهج الوصفي ومقولات النظرية السياقية تحديدا في مجال الدلالة ومقولات الفنولوجيا البراغية في مجال الصوتيات ، وربما تمكنا من عرض مجمل تصوراته في هذه العجالة مبتدئين بما يلي :
1- الأسس السياقية
السياق هو المكان الطبيعي لبيان المعاني الوظيفية للكلمات، فإذا اتضحت وظيفة كل كلمة، فقد اتضح مكانها في هيكل الأقسام التي تنقسم الكلمات إليها ..
2- المعنى الأعم "معنى الوظيفة"
إن كل كلمة يمكن أن تنسب إلى قسم من أقسام الكلمات لمجرد النظر إليها، وذلك لأنها تتخذ معنى أعم، تتضح فيها وظيفتها التي تؤديها في اللغة، وموقعها من النظام النحوي العام، والمعنى الأعم مرتبط بالسياق وخارجه.
3- الوظيفة الاجتماعية
الكلمات تحدد من خلال الدلالات الاجتماعية الخاصة، لأنها تدخل في تحديد العلاقات التي ينبني عليها المجتمع.
العلامة الإعرابيةونظرية العامل

توطئة
كانت العلامة الإعرابية أوفر القرائن حظا من اهتمام النحاة، فجعلوا الإعراب نظرية كاملة سموها " نظرية العامل "( )، والتي ترتبط ارتباطا وثيقا بظاهرة الإعراب في لغة العرب، فهي بمثابة رصد العلاقات المعنوية واللفظية في التركيب( )،ففكرة العامل نشأت في النحو العربي نتيجة لعملية التأثر والتأثير بمنطق أرسطو، أما عن أول من تحدث عنها في التراث العربي فمنهم من رأى أنها كانت على يد الخليل بن أحمد الفراهيدي، ومنهم من رأى أن سيبويه كان أول المنشغلين بالمسألة( ) ،وتقوم نظرية العامل على تفسير التغير الحاصل في حركات أواخر الكلمات، فكل حركة هي مظهر لعامل من العوامل المؤثرة، لذا عد النحاة العامل شخصية لها اعتباراتها الملزمة، ووضعوا هذه الاعتبارات في قوانين هي "فلسفة العامل والعمل"، كما عدوا بعض العوامل أقوى من غيرها( )،كماذهب مجموعة من النحويين إلى المفاضلة بين العاملين اللفظي والمعنوي، ويتضح من خلال قول أبي الفتح:" وإنما قال النحويون: عامل لفظي وعامل معنوي، ليروك أن بعض العمل يأتي مسببا عن لفظ يصحبه، كمررت بزيد، وليت عمرا قائم، وبعضه يأتي عاريا من مصاحبته لفظ يتعلق به، كرفع الفعل لوقوعه موقع الاسم… وإنما قالوا:لفظي ومعنوي لما ظهرت آثار فعل المتكلم بمضاضة اللفظ، أو باشتمال المعنى على اللفظ، وهذا واضح "( ).
1-موقف الجرجاني من العامل
ذهب الجرجاني إلىأن العوامل الفظيةتنقسم إلى سماعية وقياسية، أماالسماعية فما سمعت عن العرب ،ولا يقاس عليها غيرها كحروف الجر والحروف المشبهة بالفعل مثلا، فإن الباء وأخواتها تجر الاسم فليس لك أن تتجاوزها فتقيس عليها غيرها، وأماالقياسية فما سمعت من العرب وقيس عليها غيرها، وتفسير هذا المعنى أنه سمع لها أمثلة مطردة، وصلت إلى بناء قاعدة كلية في ذلك النوع من العوامل، وكل ما يصدق عليه تلك القاعدة يطلق عليه اسم العامل اللفظي القياسي، وبالنسبة إلىالعوامل المعنويةفإن اسمها يدل على أنها معنى من المعاني لا نطق فيه، هو معنى يعرف بالقلب ليس للفظ فيه حظ، وهي أمران؛ الأول أن العامل في المبتدأ الإبتداء، والثاني أن العامل في الفعل المضارع الرفع( )،يقول ابن الأنباري:" العوامل اللفظية ليست مؤثرة في المعمول حقيقة، وإنما هي أمارات وعلامات، فالعلامة تكون بعدم شيء، كما تكون بوجود شيء… وإذا ثبت هذا جاز أن يكون التعري من العوامل اللفظية عاملا( )،ويرى ابن جني أن العامل الحقيقي هو المتكلم، وهذا واضح في قوله:" ألا تراك إذا قلت: ضرب سعيد جعفر، فإن " ضرب " لم تعمل في الحقيقة شيئا، وهل تحصل من قولك " ضرب " إلا على اللفظ بالضاد والراء والباء على صورة فعل، فهذا هو الصوت، والصوت مما لا يجوز أن يكون منسوبا إليه بالفعل، فأما في الحقيقة، ومحصول الحديث فالعمل من الرفع والنصب والجر والجزم، إنما هو المتكلم نفسه لا شيء غيره، وإنما قالوا: لفظي ومعنوي لما ظهرت آثار الفعل المتكلم( )،وهناك من رأى أن هذا القول نظرية منافية لوجود العامل، فقد حاول ابن مضاء القرطبي( ) أن يقيم على هذا المفهوم نظريته في هدم العامل مبينا مواضع خطأ النحاة في تأسيسهم لنظرية العامل مشيرا إلىأن العوامل ذوات، وأدوات تحضر وتغيب وتتحول من حال إلى حال، وليست العوامل النحوية من ذلك في شيء، لأنها لا تعدو أن تكون علامات تسهل على المتكلم الاهتداء إلى الحركة المطلوبة( )،لذا رفض نظرية العامل التي قال بها النحاة، وقد بنى رفضه هذا على أساس منطقي عقلي، يقول:" أما القول بأن الألفاظ يحدث بعضها ببعض فباطل عقلا وشرعا، لا يقول به أحد من العقلاء لمعان يطول ذكرها، فيها المقصد إيجازه منها إن شرط الفاعل أن تكون موجودا حينما يفعل فعله، ولا يحدث الإعراب فيما يحدث فيه إلا بعد عدم العامل "( )،كماذهب إلى ما ذهب إليه ابن جني من أن المتكلم هو الذي يعمل الرفع والنصب والجر في الكلام، وأضفى صفة الفساد على نظرية العامل، بخاصة في باب التنازع، حيث قادم دراسة مفصلة موضحا فيها ماوقع فيه النحاة من صيغ معقدة عسرة لم ينطق بهاالعرب، ولا وقعت في أوهامهم.( )،فالعامل إذن كان نتيجة ترتيب عن تعليل الظاهرة اللغوية، فوجد طريقة في النحو عند أوائل النحاة العرب، وكان ذلك نظرا للتغير الذي لاحظوه في أواخر الكلمات المعربة، وهذا نتيجة لتغير ما يسبقها، فسموا ما يسبق الكلمة عاملا والكلمة معمولا.( )،أما" تمام حسان " فيرى أن الحديث عن العلامة الإعرابية و" العامل " قد أخذ نصيبا مبالغا فيه، تكون الدراسة جاءت نتيجة للنظر السطحي، وتقليد القدامى فيما ذهبوا إليه، وهذا لكون العلامة الإعرابية لا تعمل على تحديد المعنى النحوي وحدها، بل لا بد من اشتراك جميع القرائن اللفظية والمعنوية على السواء، كما أطلق عليها بـ:" تظافر القرائن " إذ يقول:" لقد وقع النحاة ضحايا اهتمامهم الشديد بالعلامة الإعرابية حين رأوا النصوص تهمل الاعتماد على قرينة الحركة أحيانا، فتضحي بها، لأن المعنى واضح بدونها اعتمادا على غيرها من القرائن المعنوية واللفظية "( ).إنه لا ينفي العلامة الإعرابية قرينة لفظية، بل ينفي اعتماد قرينة واحدة في قيام المعنى، وهذا ينطبق على باقي القرائن الأخرى،ويتضح هذا في انقاده لابن مضاء حين ألغى عاملا ،وفرض عاملا آخر لا تجيزه الدراسات اللغوية.( ) ،إذ أقام العامل النحوي على المتكلم، وهو بذلك جعل اللغة أمرا فرديا، ونفى عنها الطابع العرفي، ووقف بذلك منفردا في جانب، والنحاة في جانب آخر، إذ قد أجمعوا -كما يقول- على القول بالعوامل، وهذا الإجماع مهم في حاجة إلى إبداء الرأي فيه( )،ويذكر عباس حسن أنه استقر في رأي النحاة أن الحركات الإعرابية ،وما يتصل بها، إنما هي لمؤثر أوجدها، ولا يتصور العقل وجودها بغيره، متأثرين في هذا بما تقرر في العقائد الدينية، ومجادلات علم الكلام من أن لكل حادث محدث، ولكل موجود موجد، ولا يصح في الذهن مخلوق بغير خالق، ولا مصنوع بغير صانع…"( ).
مفهومات في العددو النوع و الشخص

تعريف
المقصود بالعدد الإفراد والتثنية والجمع، والعدد إعادة نحوية صرفية من عادات اللغة،يمتاز في اللغة العربية بانقسامه إلى المفرد والمثنى والجمع، وتتحقق مفاهيم العدد والكمية في الاسم بحسب نظريات النحاة، بفضل نظام من القواعد والتعبيرات الصياغية الاشتقاقية التي تلحق أنفس الأبنية، أو تزداد عليها فيتولد عنها التعبير عن معنى العدد في المسميات، ويعد هذا الضرب من الزيادة من قبيل الاختلاف اللفظي الدال على اختلاف المعاني.( ) ،وتشير العربية ومعظم اللغات المعروفة إلى العدد في الضمائر والصيغ الجامدة عن طريق المبنى نفسه، أي دون لاصقة تصريفية، مثال ذلك:
أنتم: جمع
أنتن: جمع
نحن: جمع
هم: جمع
هن: جمع

أنت: مفرد
أنت: مفرد
أنا: مفرد
هو: مفرد
هي: مفرد

أما الصيغ الدالة على المثنى نحو: أنتما، هما، فمبنيان جامدان أيضا( )،والعدد مدلول لاسم العدد، فهو فكرة لا كلمة ولا رقم، وقد فرق بين العدد وأسماء الأعداد، كما عدت الكلمات التالية أسماء أعداد: بعض، كل، كثير، قليل( )،ويذهب" محمد أحمد قدور " إلى أن الأفعال علامات تصريفية تدل على العدد في قولنا: الطالبان درسا للمثنى، الطلاب درسوا للجمع المذكر، والطالبات درسن للجمع المؤنث،فألف المثنى وواو الجماعة ونون النسوة هي كلمات مستقلة تنفرد بإعراب خاص( )،وفيما يتعلق بأسماء العدد فقد استنبط النحاة شبه نحو خاص أو شبه نظام صغير يقوم على التغيرات التصريفية والإعرابية والتركيبية، وأن مشكل المطابقة حيث يلتقي معنى العدد بمعنى التذكير والتأنيث، يمثل وجها من التفسير والتجريد في غاية الانتظام وأعدله، وقد استمر هذا التفسير الاختلاف الشكلي الذي لا يستغني عن الاختلاف المعنوي في البنية اللغوية( )، أماالنوع فيكون بمعنى التذكير والتأنيث في نظريات النحاة قسما من المعاني النحوية التي تؤخذ بعين الاعتبار في تصنيف الأسماء( )،وهناك من يطلق عليه الجنس، وهو يختلف عن النوع، أو الجنس في الحياة الطبيعية، أي الذكورة والأنوثة، لأن النوع في النحو هو التفريق بين مجموعتين من الكلمات من ناحية سلوكها في السياق [التذكير والتأنيث]،فالمذكرمنه الحقيقي مثل: رجل، ثور، ومنه غير الحقيقي أو المجازي مثل: قمر، بيت،وكذالمؤنث فمنه الحقيقي كامرأة، بقرة،ومنه غير الحقيقي كعي، كما تم التمييز بين مؤنث لفظي لحقته تاء التأنيث سواء أدل على مؤنث أو مذكر، مثل: خديجة، حمزة،ومؤنث معنوي دل على مؤنث، ولم تلحقه تاء التأنيث، مثل: سعاد، هند( )،وأماما يستوي فيه المذكر والمؤنث من الصفاتفيمكن التمثيل له ب:
1- ما كان على وزن مفعل: مغشم رجل مغشم وامرأة مغشم.
2- ما كان على وزن مفعال: مقدام رجل مقدام وامرأة مقدام.
3- ما كان على وزن فعول بمعنى فاعل: رؤوم أب رؤوم وأم رؤوم.
4- ما كان على وزن فعيل بمعنى مفعول: جريح رجل جريح وامرأة جريح.
5- ما كان مصدرا يراد به الوصف: عدل رجل عدل وامرأة عدل.( )
إن التنوع يبدو في بعض اللغات مميزا وحيدا بين كلمتين مختلفتين معنىو متفقتين صيغة، نحوكلمة Le livre الكتاب، و La livre بمعنى الليرة، إذ لا يميزها إلا أداة التعريف والنوع( )،ويرى " تمام حسان " أن النوع يختلف حسب التقسيم بين اللغات واللهجات باختلاف تقسيماتها وتسمياتها للأشياء، فالشمس مثلا مؤنثة في العربية، ومذكرة في اللغة الفرنسية والإنجليزية، هذا ويعد التذكير والتأنيث طريقة من طرق التقسيم النحوي لإظهار التوافق السياقي ليكون التماسك واضحا فيه، ويعبر عنه تعبيرا شكليا في الغالب من حالاته( )، ومما تجدر الإشارة إليه أن هناك من اللغات من تعتمد تقسيما ثلاثيا يصطلح عليه ب " المحايد "، وهذا في اللغات الهندوأربية، ويطلقونه على ما ليس بمذكر أو مؤنث ،أو ما يصلح للنوعين معا دون تحديد، ونجد في قسم المحايد أسماء تدل على الجوامد مثل: معبد، بحر، جسم، قرن في اللاتينية، وعلى أسماء أحياء مثل:طفل في الإغريقية( )،ويقوم المحايد بدور تكميلي في مقابلة الجنسين الآخرين من حيث أنه يعبر عن معان مستقلة في التقابل بين المذكر والمؤنث،فاللغة و
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ghilous.hooxs.com
 
اللسانيـات الحديثة والتفكير اللساني العربي قراءة وصفية في تجارب لسانية معاصرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  الدراسات اللسانية العربية من الجذور إلى عصر اللسانيات الحديثة
» الدراسات اللسانية العربية من الجذور إلى عصر اللسانيات الحديثة تتمة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
خيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمة أولاد دراج * العلـــــمية  :: لغويات :: لسانيات-
انتقل الى: