خيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمة أولاد دراج * العلـــــمية
خيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمة أولاد دراج * العلـــــمية
خيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمة أولاد دراج * العلـــــمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

خيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمة أولاد دراج * العلـــــمية

المعرفة للجميع
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 زمن الحكاية وزمن السرد:

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
غيلوس
Admin



عدد المساهمات : 60
نقاط : 147
تاريخ التسجيل : 17/04/2009

زمن الحكاية وزمن السرد: Empty
مُساهمةموضوع: زمن الحكاية وزمن السرد:   زمن الحكاية وزمن السرد: Icon_minitimeالإثنين مايو 09, 2011 8:15 pm





تقف موضوعة البحث في تقنية النظام الزمني في القصة أو الرواية أو الأنواع السردية الأخرى، على جانب من الأهمية تشخص من خلالها عوامل متعددة تعطي بمجملها خصائص العمل ذاته ومنتجه أيضاً ثم علاقة الاثنين معاً بالمتلقي ومستوى إدراكه واستقباله.
فهي تكشف عن ذكاء القاص أو السارد في (إدارة) سرد الحكاية التي وصلت إليه بشكلها التجريدي غير الفني، فيضفي –بسرده الخاص لها- عليها روحاً جمالية فنية تأثيرية من خلال التنويع في وحدات القصة وترتيبها المنطقي تبعاً لتسلسل أحداثها في الواقع. من هنا مثلت أهم مفردة في بحث تقنية النظام الزمني في القصة هي سمات التمايز بين زمنين في القصة هما:
-زمن الحكاية
-زمن السرد
والأمر هنا ليس بجديد؛ فكل دراسة تعرضت لنقد القصة أو الحكاية أو الرواية لا بد أن يكون لها حضور في معرفة حدود هذا التمايز بين الزمنين والذي عرف بـ مشكلة الزمن في القصة. الأمر الذي يقود إلى إيضاح الفرق بين الزمنين المذكورين، فزمن الحكاية منطقي رياضي يسير فيه الزمن على وفق الترتيب الميقاتي للأحداث، فكما لا يكون البطل في مكانين في وقت واحد، وبنفس الشيء لا يمكن أن يسرد عدداً من الأحداث في وقت واحد إلا في فنية السرد الروائي الحديث. وزمن الحكاية هو زمن تاريخي واقعي كالزمن في الجملة النحوية: فأنت في التركيب النحوي لا يجوز لك أن تقول: آتيك أمس، أو جئتك غداً، أيضاً في زمن الحكاية لا يجوز القفز على الحدود الزمنية المنطقية للأشياء فالطلاق لا يحدث إلا بعد أن تكون رابطة الزواج... وهكذا.
أما زمن السرد أو زمن القصة، فلا يفترض احترامه لتسلسل الزمن الميقاتي الذي جرت فيه أحداث الحكاية، بمعنى أنه يتجاوز على (نحو) الزمن التاريخي بأساليب متعددة كاستباق الأحداث المستقبلية أو استرجاع ما مضى عند طريق الوعي أو الرؤيا... الخ فهذا كله لعب فني بزمنية الأحداث الحكائية ولهذا اللعب أهداف جمالية وفنية لولاها لما تمايزت أساليب القصاص والروائيين والساردين بكل أشكالهم وفيه يكمن ذكاء السارد وحسن إدارته لمفردات الحكاية حتى تؤدي هدفها التأثيري الايصالي الجمالي.
على اعتبار ذلك انطلقت رؤية البنائيين إلى قضية الزمن في القصة، من حقيقة الاختلاف بين الزمنين لما لها من أثر على الفاحص النقدي في تأثير عناصر التمايز والتمييز من قاص إلى آخر ومن روائي إلى آخر. حين يسردان حكاية واحدة: والحق أن الدواعي الفنية التي يجدها السارد في ضرورة كسر التتابع الطبيعي للأحداث، لا تتعارض مع أمانة الكاتب أو المؤلف في عرض الأحداث كما وقعت في واقعيتها، فهو يعيد تشكيل الحدث الحكائي بطريقة لافتة، مثيرة، تبعث استجابة جمالية عند متلقيها( ) ، لأن الترتيب المنطقي للأحداث يضفي عليها روحاً من الرتابة بسبب واقعيتها الشديدة، والتذوق لأي جميل لا يتم إلا بإيقاظ ملكة التخيل والإدهاش وروح المتابعة والترقب، يخلقها جميعاً عنصر خلخلة الترتيب المنطقي لجريان الأحداث.
وحين يصب التحليل التقني لأنماط السرد في القصة في تكوين كلي يضع أصول ومحددات نظامها السردي الذي اتبعته القصة في إجراء مضمونها في خطاب لساني معين وله تأثير. على هذا ترتب وضع مفاهيم موحدة لثلاثة مظاهر سردية تعرض لها (جينيت)( ) حين شرع بالبحث في المعاني المتعددة لكلمة (قصة) في اللغات الأوربية، كي يستخلص منها ما يشير إلى (النص) بمفهومه الشامل والدقيق فكانت المظاهر تلك( ):
-الحكاية وهي المضمون السردي أي المدلول.
-القصة وهي النص السردي أي الدال.
-القصّ وتطلق على العملية المنتجة ذاتها، وعلى مجموعة المواقف المتخيلة المنتجة للنص السردي.
ومنها استخلص، أن عملية التحليل وموضوعها يتركز في فحص العلاقة ودراستها بين الحكاية والقصة، وبينها وبين عملية القص، وعلى أساس ذلك دعا (جينيت) إلى تعديل ما اقترحه قبله (تودوروف) حين اقترح دراسة القصة على وفق المستويات الآتية هي: الزمن والمظهر والصيغة( ) إلى المستويات الآتية: الزمن، ويشير إلى دراسة العلاقة بين القصة والحكاية والصيغ، أي الكيفيات والأشكال السردية. ثم الصوت ويعني به الطريقة التي يتدخل بها كل من المرسل والمتلقي في عملية السرد
أي أن الزمن والصيغ  يشير إلى علاقة القصة بالحكاية
أما الصوت  يشير إلى العلاقة بين القص والحكاية والقصة.
على وفق التحديد الذي حدده قبلاً لكلمة (قصة).
من هنا كانت دراسة البنية الزمنية للنص السردي تتمركز على مستويين: زمن الشيء المحكي، وزمن السرد ذاته، أي زمن المدلول وزمن الدال، وبين الزمنيين تداخل وترتيب وانحراف عن الترتيب بحسب مقتضيات عملية القص وأهداف المؤلف أو السارد وما يستغرق سنوات من حياة البطل لا يأخذ من مساحة النص جملتين أو أكثر. وعلى زمن السرد يتحدد زمن النص، وهو الوقت الذي نستغرقه في قراءة النص( )، ويعتمد أساساً على زمنية النص لأنه الزمن المتجسد في النص، أما الزمن الحكائي فهو زمن فالت من الزمام، زمن متخيل يقع في عهده السارد في صحته أو دقته أو عدمها. أما زمن النص أو السرد فهو مجسّد لساني في النص مرصوف في كلمات وجمل وتراكيب لغوية تحمل مداليل معينة. وحيث ما أمكن فحص مستويات زمن النص الثلاثة من: الترتيب والاستمرار والتكرار أمكن أن نقف على البنية الزمنية للقصة، والتي من دونها (يقتل) النص- على حد تعبير جينيت-( ) .
من هنا تجيء أهمية البحث في البنية الزمنية للقصة لأنها مجلى (حياة) النص وديمومة تأثيره في مختلف الأوقات والأزمنة في مختلف الأذواق والعقول والانتماءات.
في القصة الصوفية، فعل زمني، وحضور لهذه الجدلية المهمة بين زمن الحكاية وزمن السرد. ولا أدعي تفوق القصة الصوفية في هذا الجانب البنائي المهم، إنما لقد تمثلت فيها مجمل مستويات البنية الزمنية في السرد وإن لم تبلغ تقنية الرواية الحديثة، أو القصة الحديثة وتلك موازنة ضيزى، فلكلٍ عصره ودوافعه، وأهدافه وأساليبه وثقافته، ومعطياته التي إن اتفقت في سياقها الإنساني العام فلا تتفق في تفصيلاتها المتعددة المتباينة. ولا يعني هذا –بحال- إن التفكير الفلسفي في موضوعة الزمان، أو تجسداته في النصوص الحكائية للمتصوفة أو عند من سرد عنهم، لم يكن ذا حضور وعناية من لدنهم، بل إن الصوفي على وجه الخصوص، يمتلك إحساساً عالياً بالزمن( ) فيما يتعلق الأمر بتجربته الصوفية خاصة، فهو في حقيقة الأمر يحيى بين الناس متوزعاً بين كينونتين: كينونة مادية محسوسة أنسية تمارس ما يمارس الناس من حولها لديمومة أسباب الحياة. وكينونة أخرى غير محسوسة روحية تجوس عوالم لا تراها إلا هي بعين القلب لا بالعين الباصرة. وهنا جوهر عناء المتصوفة ومشكلته مع مجايليه؛ إنه يعيش بتجربة يعيها تماماً ويعيشها كأنها موجودة بينما الناس تجد ذلك محض خرافة أو وهم أو مبالغة وانحراف.
من هنا كان المتصوف يحيى في زمنين: زمن خاص مفتوح ينفتح فيه على ما مضى والآن والآتي، وزمن عام مغلق محدد بمواقيت السنين والأشهر والأيام والساعات والليل والنهار.
2-الترتيب:
منطق الأشياء والأحداث يخضع لقوانين الزمن الميقاتي: الماضي، الحاضر، الآتي. فهل يفترض بالقصة –من منحى الدراسة الزمنية- أن تسرد على وفق ترتيبها الزمني الطبيعي؟ جواباً على ذلك، يجب التأكيد على حقيقة أن القصة لا وجود لها من دون صورتها المروية المسرودة. هذا الشكل المروي للحكاية الأصل لا ننتظر أن يمنحنا صورة طبق الأصل عن الحكاية الأصل. فتلك حال مثالية نموذجية لا وجود حقيقياً لها فزمن الحكاية زمن كاذب –على تعبير جينيت- يقوم مقام الزمن الحقيقي وعد هذا الزمن الكاذب هو من متطلبات اللعبة السردية التي كلما كان الزمن فيها افتراضياً، كان للقصة أن تكون فناً( ).
وإن وجد، فإن القصة تصبح بلا قيمة فنية أو تأثيرية. ولا يتخلق ذلك البعد النسبي الاختياري الذي يؤهل الأعمال القصصية للموازنة والمقارنة. فمن جهة أخرى، يكشف هذا (اللا ترتيب) في القصة عن أهمية دور الراوي في إدارته لأحداث القصة وتوجيهها بما يخدم غايات القص، كأن يقوم الراوي بـ (كسر زمن قصة، أو يكسر حاضر هذا القص، ليفتحه على زمن ماضٍ له، وقد يكرر الراوي هذه اللعبة، فيكسر زمن القصة أكثر من مرة... ويداخل بين الأزمنة كي يحقق غايات فنية منها التشويق، والتماسك، والإيهام بالحقيقي)( )، ومما يجعل هذه العملية ميسورة السبل أمام الراوي فهو يستخدم تقنيات خاصة تكون مقنعة للقارئ حين يجعل الشخصية التي تعيش حاضراً ما تتذكر حادثاً، أو أمراً وقع لها في الماضي أو تضمين أحداث تاريخية تورد لتدعيم حقيقة أو شهادة على موقف.
من هنا، يبرز مستويان من الترتيب( ):
الترتيب الأول: مستوى الوقائع، وهو ترتيب الأحداث كما وقعت تاريخياً.
الترتيب الثاني: مستوى القول: وهو الذي يرتأيه الراوي أي الوقائع التي وصلت إلى القارئ من خلال وجهة نظر الراوي والخلاف بين الترتيبين قائم، لأنه في حالة غلبة المستوى الأول على القصة فإنها تتحول إلى تسجيل تاريخي حرفي للوقائع وهذا ليس وكد القاص أو الراوي فقط إنما غايته تسجيل ما يؤثر ويفيد ويمتع، وإذا ما أردنا تقصي مستويي الترتيب في القصة الصوفية، تلجأ إلى قراءة قصة صوفية في مستواها الوقائعي ومستواها القولي ليستبين لنا الفرق بين المستويين وأيهما الذي يمثل صورة القصة الحقيقية. ومثالنا في ذلك قصة إبراهيم الخواص الصوفي والنصراني( ).
[b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ghilous.hooxs.com
 
زمن الحكاية وزمن السرد:
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» زمن الحكاية وزمن السرد:

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
خيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمة أولاد دراج * العلـــــمية  :: لغويات :: أدب عربي :: أدب عربي-
انتقل الى: